لا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان

لا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان، لا والله أنكم تقبضون الثمن أضعافاً، يقبضونه في الدنيا قبل الآخرة. ولقد جربت ذلك بنفسي. أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي من أكثر من ثلاثين سنة، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إذا كان في يدي مال، ولم أدخر في عمري شيئاً وكانت زوجتي تقول لي دائماً: يا رجل، وفِّر واتخذ لبناتك داراً على الأقل، فأقول: خليها على الله. أتدرون ماذا كان؟ لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في (بنك) الحسنات الذي يعطي أرباحاً سنوية قدرها سبعون ألفاٍّ في المائة. نعم! [كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ] وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح [وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ] فأرسل الله صديقاً لي سيداً كريماً من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا والله لا أعلم من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق، ثم أعان الله برزق حلال لم يكن محتسباً فوفيت ديونها جميعاً . من كتاب مع الناس للشيخ علي الطنطاوي .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسابقة قرأنا لك القرآنية الشهرية

hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh